1 00:00:10,000 --> 00:00:15,200 تعظيم الأنبياء بين القرآن والكتاب المقدس 2 00:00:15,910 --> 00:00:20,850 حتى يُعيَّن شخص ما متحدثًا باسم دولة مهما صغر شأنها 3 00:00:20,900 --> 00:00:26,550  أو حتى شركة، بل حتى متحدثًا باسم شخص آخر، فلا بد من اختياره بعناية شديدة  4 00:00:26,600 --> 00:00:30,950 وأن يكون سلوكه معبرًا عن الرسالة المراد توصيلها.) 5 00:00:32,440 --> 00:00:38,380 ولكن.. ماذا عن أولئك الذين اختارهم الله عز وجل لإيصال رسالاته لخلقه (الأنبياء 6 00:00:39,200 --> 00:00:44,290 حسنًا.. يختلف القرآن الكريم و"الكتاب المقدس" الموجود بين يدينا اليوم في هذا الشأن اختلافًا كبيرًا.. 7 00:00:45,100 --> 00:00:51,940 فنوح عليه السلام في القرآن هو نبي كريم من أولي العزم من الرسل 8 00:00:52,140 --> 00:00:58,370  دعا قومه 950 سنة لعبادة الله وحده 9 00:00:58,400 --> 00:01:01,160 وترك الشرك والوثنية 10 00:01:01,200 --> 00:01:06,550 ثم أنجاه الله ومن آمن معه من قومه في السفينة،  11 00:01:06,600 --> 00:01:11,090 وأهلك المكذِّبين المعرضين غرقً 12 00:01:11,600 --> 00:01:15,327 وهو من المحسنين المؤمنين 13 00:01:15,990 --> 00:01:19,650 ولم يكن يبتغي من وراء دعوته للدين الحقِّ 14 00:01:19,700 --> 00:01:26,920 أجرًا ماديًّا من قومه، بل كان يرجو ثواب الله وحده 15 00:01:27,650 --> 00:01:30,180 أما في الإنجيل الموجود بين يدينا 16 00:01:30,380 --> 00:01:34,390 فنوح يشرب الخمر ويسكر ويتعرى! 17 00:01:34,590 --> 00:01:41,940 ويلعن حفيده الذي لا ذنب له! ويجعله عبدًا لأعمامه على جرم لم يقترفه! كيف يكون هذا نبيًّا؟! 18 00:01:42,600 --> 00:01:43,750 دعني أسألك سؤالا 19 00:01:43,800 --> 00:01:50,180 هل يمكن أن تختار شخصًا بهذه الأوصاف ليعمل في شركتك؟! أو حتى ليكون صديقًا لك؟! 20 00:01:51,200 --> 00:01:57,360 نبي الله لوط عليه السلام يخبرنا عنه القرآن الكريم أنه كان أطهر قومه 21 00:01:57,560 --> 00:02:00,400  بل كان طهرُه سببَ عداوتهم له 22 00:02:01,050 --> 00:02:05,540 أما لوط في الإنجيل الذي بين يدينا: فقد شرب خمرًا وسكر 23 00:02:05,740 --> 00:02:12,490 ثم زنى بابنتيه وأنجب منهما ولدين موآب وعمون!! 24 00:02:13,100 --> 00:02:18,040 أما موسى عليه السلامفقد تكرر في القرآن ذكر سيرته ودعوته 25 00:02:18,100 --> 00:02:25,030 وإخلاصه وصبره على قومه مرات عديدة 26 00:02:25,550 --> 00:02:32,100 ومن شرفه أن الله الخالق كلَّمه مباشرة 27 00:02:32,200 --> 00:02:36,940 وأنعم عليه وعلى أخيه هارون بالنبوة، ونجاهما وقومهما من عدوهم فرعون، ونصرهم عليه 28 00:02:37,600 --> 00:02:41,220 ويخبرنا القرآن أن قوم موسى عليه السلام قد آذوه 29 00:02:42,250 --> 00:02:48,120 آذوه واتهموه بتهم باطلة، فبرأه الله من تهمهم، 30 00:02:48,500 --> 00:02:54,640 وأنه كان ذا وجاهة عند الله لا يسأله شيئًا إلا أعطاه إياه. 31 00:02:54,800 --> 00:03:00,710 أما الإنجيل الذي بين أيدينا اليوم فيقدم موسى وأخاه هارون على أنهما خائنين 32 00:03:00,750 --> 00:03:06,550 خانا الله ولم يقدساه بين شعب إسرائيل كما أمرهما! 33 00:03:07,250 --> 00:03:10,120 بل يجعل موسى سيئ الأدب مع الله 34 00:03:10,600 --> 00:03:16,700 يخاطبه بما لا ينبغي لآحاد البشر، فضلًا عن نبي من خيرة الأنبياء 35 00:03:17,130 --> 00:03:20,180 وحين يخبرنا القرآن عن موقف هارون 36 00:03:20,183 --> 00:03:26,210 عليه السلام من قومه لما عبدوا العجل من دون الله، 37 00:03:26,300 --> 00:03:32,550 وكيف نهاهم عن ذلك الفعل الشنيع، وأكد على وحدانية الله عز وجل 38 00:03:33,550 --> 00:03:37,700 فإن "الكتاب المقدس" يجعل هارون نفسه هو الذي صنع العجل 39 00:03:37,720 --> 00:03:41,290 الذي عبده بنو إسرائيل كفرًا بالله 40 00:03:42,100 --> 00:03:44,370 كيف يمكن لنبي أن يصنع إلهًا؟! 41 00:03:44,570 --> 00:03:51,750 والأهم كيف يمكن لعاقل أن يصدق أن نبيًّا يمكن أن يقود الناس للكفر؟! 42 00:03:52,100 --> 00:03:55,180 أليست وظيفة النبي هي عكس ذلك؟! 43 00:03:56,150 --> 00:03:58,860 نبي الله يعقوب (إسرائيل)، 44 00:03:59,000 --> 00:04:06,190 جاء في القرآن وصفه ووصف أبيه النبي إسحاق وجده النبي إبراهيم عليهم السلام 45 00:04:06,220 --> 00:04:06,110 بأنهم أصحاب قوة في العبادة وبصيرة في الدين، 46 00:04:09,650 --> 00:04:13,860 وأن الله أخلصهم بأن جعل ذكرى الدار الآخرة في قلوبهم، 47 00:04:14,400 --> 00:04:16,570 والعمل لها صفوة وقتهم 48 00:04:17,350 --> 00:04:21,340 والإخلاص والمراقبة لله وصفهم الدائم،  49 00:04:21,820 --> 00:04:25,130 وجعلهم هم أنفسهم ذكرى الدار الآخر 50 00:04:25,200 --> 00:04:28,400 ؛ يتذكر بأحوالهم الطيبة المتذكر، ويعتبر بهم المعتبر. 51 00:04:29,000 --> 00:04:35,030 وأنهم عند الله من صفوة الخلق الذين لهم كل خلق كريم، وعمل مستقيم. 52 00:04:35,850 --> 00:04:40,890 أما "الكتاب المقدس" فإن يعقوب فيه ليس فقط من أسوأ الأنبياء 53 00:04:41,320 --> 00:04:45,920 (وهي جملة غريبة لكنها تصلح في سياق الحديث عن الأنبياء في الكتاب المقدس!) 54 00:04:45,980 --> 00:04:48,410 بل هو في الحقيقة من أسوأ البشر على الأطلاق؛ 55 00:04:49,000 --> 00:04:55,220 فقد مكر وغدر بأبيه اسحق، وسرق البركة من أخيه عيسو! 56 00:04:55,810 --> 00:05:00,840 هل تقبل أن يكون هذا من أنبياء الله المصطفين؟ 57 00:05:01,400 --> 00:05:08,410 وأخيرًا يذكر "الكتاب المقدس" هذا الخبر الغريب الذي يحكي عن مصارعة بين يعقوب وبين الرب! 58 00:05:09,300 --> 00:05:11,110 ! بل وكاد يعقوب أن يغلب!! 59 00:05:12,100 --> 00:05:14,210 سأترك لك الحكم على ذلك... 60 00:05:15,100 --> 00:05:18,240 الأنبياء شعيب وداود وسليمان عليهم السلام 61 00:05:18,300 --> 00:05:23,510 وغيرهم لم يسلموا هم أيضًا من مثل تلك الحكايات المشينة في "الكتاب المقدس". 62 00:05:24,060 --> 00:05:26,290 وهنا نعيد التساؤل: 63 00:05:27,000 --> 00:05:32,650 هل يمكن أن تكون هذه الأوصاف المذكورة في "الكتاب المقدس" هي أوصاف أنبياء الله الذي هم صفوة البشر؟! 64 00:05:33,450 --> 00:05:37,170 أما المسلمون فإن احترام أنبياء الله الكرام ومحبتهم 65 00:05:37,200 --> 00:05:41,760 والإيمان بعصمتهم من الفواحش واجبٌ في دينهم 66 00:05:41,770 --> 00:05:46,220 ، وهم يقرؤون في القرآن الكريم قول الله تعالى عن أنبيائه الكرام 67 00:05:46,250 --> 00:05:56,800 أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ   68 00:05:56,820 --> 00:06:07,930 قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ (90)} سورة الأنعام.